ذكرى رحيل ياسر عرفات هي مناسبة وطنيّة وعربيّة لما يمثله هذا القائد الكبير من كاريزما وطنيّة ورمزيّة سياسيّة ملهمة في مسيرة الكفاح الفلسطيني؛ فمن ركام النكبة والهزائم فجّر صرخة الكفاح الوطني ليضع بذلك أولى لَبِنَات دولة فلسطين المستقلّة بتأسيس أول سلطة وطنيّة فلسطينية. وظَلّ زعيم منظمة التحرير الفلسطينية حالماً، صبوراً ومسكوناً بالاستقلال، وأوجب على نفسه قضية شعبه مُتنقلاً بين ميادين الكفاح إلى التفاوض المرير، وقد حمل بحكمة البندقية في يدٍ وغصن الزيتون في اليد الأخرى.
بتجربته الكفاحية وفكره السياسي سيُشكّل عرفات دائماً أيقونة في التاريخ المعاصر. قال في أحد خطاباته، «نحن أصحاب حَقّ؛ وأصحاب الحَقّ أقوى من أصحاب القوة العسكرية، والقنابل التي تقتل الناس. نحن أقوى منهم، وحتى لو كانوا يملكون ترسانة عسكريّة قويّة، لأننا أصحاب حَقّ ديني وتاريخي وحضاري وروحي بهذه الأرض...»، وإنها لرسالة من رسائل الزعماء الثوريين ستبقى خالدة وملهمة للأجيال."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق